القطار الخفيف.. هل يحتاج الى الفانوس السحري؟!

محمد الدويري- السوسنة

قرار سليم كان اتخذه رئيس الوحدة الاستثمارية للضمان الاجتماعي السيد مفلح عقل منذ البداية بعدم المشاركة بمشروع القطار الخفيف بين عمان والزرقاء في وضعه الحالي رغم انه تعرض لبعض اللوم ولكن قراره كان صائبا والدليل هو سحب اتفاقية المشروع مع الفائز بعطائه بعد اخلاله في شروط توفير الاغلاق المالي, وهذا ان دل على شيء فانه يدل على ان هذا الرجل يستطيع تقييم المخاطر لاي مشروع قبل ان يخوض غماره. 

لست بصدد مغازلة مفلح عقل ولكنني هنا ارغب بان اتوقف عند حيثيات مشروع وطني "مهم للغاية" طال انتظاره بالفعل ويبدو كأنه حلم يحتاج الى الفانوس السحري او حتى خاتم سليمان حتى يتحقق على ارض الواقع, فلا احد يستطيع فهم اسباب تعثره فهل يتعلق الامر بالتنسيق ام بالتمويل ام بالاختيار الخطأ للائتلاف؟! فهذا المشروع الذي انطلقت فكرته لكي يخدم المدينتين الاكثر اكتظاظا بالسكان منذ مطلع التسعينيات من القرن الماضي واصبح حديث الناس طوال هذه الفترة لم ير النور حتى الآن رغم ان عطاء انشائه طرح ثلاث مرات مع تعاقب الحكومات. 

واوساط حكومية تحدثت انه تم الاتصال مع المنافس الثاني على المشروع وهو ائتلاف فليكس الاسباني الكويتي الذي مدد كفالته بناء على طلب حكومي في السابق وفي حال تعثر المفاوضات فانه سيتم طرح العطاء للمرة الرابعة والعودة من الجديد لاستدراج العروض وتحديد افضل المتنافسين ووضع شروط مرجعية جديدة ومن ثم اختيار صاحب افضل عرض وانطلاق المفاوضات معه ويأخذ الموضوع عامين اضافيين وربما يحتاج الامر الى زيادة الدعم الحكومي للمشروع البالغ حاليا 60 مليون دينار. ويعود قراء الصحف مجددا الى قراءة العناوين .. طرح عطاء مشروع السكة الخفيفة .. احالة العطاء.. اختيار الافضل .. توقيع اتفاقية .. والجميع على امل ان يطرح في الاعلام بدء العمل في مشروع القطار الخفيف! 

في النهاية نأمل من وزير النقل المهندس علاء البطاينة المعروف بكفاءته ان يضع يده على الخلل ويعمل على انجاح المشروع الوطني المؤمل ان يحل من ازمات النقل والمرور بين عمان والزرقاء .