استثمارية الضمان.. نجاح في تنويع الاستثمارات قطاعيا لتلافي المخاطر

خالد الزبيدي - الدستور

يعد متوسط العائد على موجودات الوحدة الاستثمارية"للضمان الاجتماعي" من افضل الاستثمارات حيث بلغ %11 خلال الفترة ما بين ( 2003 الى 2009 ) ، وهذه السنوات كانت حافلة بالتقلبات والتحديات الاقتصادية وغير الاقتصادية ، و شكلت الازمة المالية العالمية وتداعياتها على الاقتصاد العالمي ومن ضمنها الاقتصاد الاردني الذي وان كانت وحداته الانتاجية والخدمية بعيدة عن الانغماس فيها الا انها تعاني من تباطؤ كبير وانخفاض الطلب ، وترقب وتحوط كبير مبالغ فيه.

وفي ظل ظروف غير مؤاتية الا ان صافي ارباح موجودات الوحدة الاستثمارية في نهاية العام المالي 2009 بلغ 122,8 مليون دينار بالمقارنة مع 99,9 مليون دينار للعام 2008 ، وبمعدل نمو قدره %23 تقريبا ، وهذا يؤكد سلامة توجهات الوحدة وكفاءة الادارة العليا للوحدة التي تعمل في ظل ظروف شديدة التقلب ، ويظهر حرصا على تحقيق اعلى عوائد بعيدا عن المخاطرة التي ارتفعت في مختلف الاسواق المحلية والاقليمية والدولية.

وحافظت الوحدة الاستثمارية على توجهاتها الاستثمارية السليمة في المساهمة في التنمية الاقتصادية حيث تبلغ ملكيتها في الشركات المساهمة كنوع من الاستثمارات الاستراتيجية نحو %60 من موجوداتها بعيدا عن المضاربة ايمانا منها بجدوى الاستثمار في قطاعات الاقتصاد الوطني برغم الانخفاض الوقتي لاسعار اسهم غالبية الشركات المدرجة اسهمها في بورصة عمان خلال العام المالي الماضي.

وفي هذا السياق فقد ارتفعت قيمة محفظة الوحدة في ادوات السوق النقدية الى 391 مليون دينار بزيادة قدرها 58 مليونا عن العام السابق ، وفي سلوك استثماري محمود النتائج فقد زادت الوحدة محتويات محفظتها من السندات الى 901 مليون دينار بالمقارنة مع 706 ملايين دينار للعام 2008 ، ذلك جراء التوسع في الاكتتاب في سندات الخزينة واسناد امانة عمان ومشاريع تنموية اخرى على المستوى الوطني التي تحقق عوائد جيدة وفق ادنى مخاطر استثمارية ، وتنعكس ايجابيا على المركز المالي للوحدة ومحفظتها ، وتساهم في الجهد التنموي في المملكة.

وفي مجالات الاستثمارات الخارجية والتي تنحصر في شركات ريادية في مقدمتها حكمة للادوية المدرجة في بورصتي لندن و وول ستريت ، وباديكو الفلسطينية وبال تل في سوق فلسطين فقد حققت مكاسب جيدة برغم محدودية الاموال الموظفة فيها ، وهذه التجربة وان كانت الاموال المرصودة لهذا البند الا انها اتت بنتائج جيدة في ظل ظروف صعبة سواء في الاسواق والمراكز المالية العالمية وعلى المستوى الاقليمي.

التوجهات الاستثمارية للعام الحالي 2010 جاءت واضحة حيث رصدت نحو 908 ملايين دينار توظف في استثمارات في الاقتصاد الحقيقي بعيدا عن الادوات المالية والاغراق فيها حيث تتجه الوحدة للاستثمار في مشاريع البنية الاساسية والمشاريع الكبرى ذات المردود الجيد وعلى الآجال المتوسطة والبعيدة ، وفي هذا مزايا كبيرة في مقدمتها تحقيق عوائد ثابتة على السنوات المقبلة ، بالاضافة الى تحقيق ربح راسمالي مجز على المدى البعيد.

استثمار اموال الوحدة الاستثمارية وفق اعلى درجات المهنية والاحتراف في ادارة الاستثمارات المالية يحقق استقرارا مهما للمؤسسة وقدرتها على النمو والمحافظة على مؤشرات مالية بيانية مريحة ومطمئنة هي مصلحة للمشتركين حاليا ومستقبلا ، ورافدا مهما من روافد التنمية الاقتصادية الاجتماعية في الاردن ، وهذا هدف استراتيجي سعى اليه المحللون الماليون طوال السنوات والعقود الماضية.

النتائج التي افصح عنها اول من امس رئيس الوحدة الاستثمارية الشريف فارس شرف اكدت اننا نسير بالاتجاه السليم واننا اكثر اقترابا من المعايير الدولية في ادارة استثمارات صناديق التقاعد العالمية التي لاتتأثر كثيرا جراء الازمات المالية والاقتصادية الآنية ، وترسم خططها الاستثمارية وفق معايير واضحة بعيدا عن المغامرة.. رائدها ارباح معتدلة وفق مخاطر استثمارية متدنية ، وخوض استثمارات حقيقية وهذا ما نشاهده في الوحدة الاستثمارية في الاونة الاخيرة.